الأربعاء، 24 فبراير 2010

اللجنة الزوجية ومقهى الادباء

احمد : اسمع انا اعلم بما يفكرون هؤلاء الفلاسفة
سامح : بمَ؟
احمد : لو كنت كاسة شاي ... كيف سيكون شعوري ؟ ثم احلل الشاي الى ماء حتى افسر الماء بالماء
ضحك سامح .. والله لهم طريقة تفكير محيرة يا اخي
احمد : بل ممقتة .. لا استطيع فك طلاسمهم
ثم نظرا الى الرجل الذي يجلس امامهما .. الكاتب الفيلسوف عادل طه .. ويمسكان سيرته همساً..نظراتهم الفاحصة وضحكاتهم الخفية .. ثم اردف احمد
احمد : صدقاً انظر اليه .. ما هذا الوجوم الذي يخيم على وجهه وكأنه سيخترع الذرة.. حتى اظنه لايرى اسفل قدميه .. تراه يشتمنا في سره فيصفنا بالصراصير
سامح : عند الفيلسوف الصرصور له ابعاده .. واصول تاريخية تجعل منها عريقة .. فيتهيأ لكَ انه الوحيد القادر على فهم لغة الصراصير
احمد : بالمختصر .. يعني .. انه لا يرانا من الاساس .. اريد ان اضع حد لهذه المهزلة
ونهض متعنتراً متأبط شره متجهاً للكاتب المسكين
سامح في سره : الى اين يذهب ابن المجنونة .. اااخ كان الله في عون اختي على مثل هذا الزوج
كان احمد مندفعاً نحو الكاتب وفي عقله سؤال : سأحسم الأمر واعرف من نحن في نظره؟
وقف احمد امام الكاتب الفيلسوف .. لكن الاخر لم ينتبه لانشغاله بالكتابة وجمع افكاره ..
انحنى نحوه احمد صاكاً على اسنانه : مسااااء الخير استاذنا
انتبه الكاتب له .. وكمن اوقظه من سهوة اجاب : اهلاً ..اهلاً اخي
احمد : قلنا مساء الخير ..احببنا ان نلقي تحية على سيادتك ليسى اكثر
استشعر عادل طه من طريقة الحديث ان هناك كلام او افتعال لمناوشة كلامية من نوع ما
عادل : اتفضل اخي .. اؤمرني
توقف احمد لحظة وسحب الكرسي وجلس امام عادل
احمد : ابداً لكني عرفت من صاحب المقهى انك كاتب روايات وفيلسوف ايضاً
عادل : هذا صحيح
بقي سامح متأهباً .. ينظر حوله ويتسىءل اذا حدثت مشاجرة كم سيلزمه من مجهود قتالي لصد جمهرة الكتاب الجالسين هاهنا .. ثم تفقد رصيده بالهاتف الجوال .. حتى يستدعي باقي رفاقه للوقفة الرجولية المطلوبة دفاعاً عن زوج اخته الذي يندفع اندفاعاً دون تفكير مسبباً له على الدوام مثل هذا الاحراج
لكن ما هي الا دقائق حتى راعه ما كان من حال احمد .. لقد كان يجلس الاخير مصغياً كتلميذ نجيب في حضرة استاذه .. قرر ان يجالس الفريق لما اصابه من فضول وتعجب لحال احمد كيف انقلب
//////////////////////////////////////////////

دخل احمد بيته على رؤوس اصابعه وخلفه سامح
وما شاهدا لبنى واقفة في الظلام ..متخصرة والغضب باديأً من عينيها التي قطعت سواد ليل بهو المنزل بقدحهما الناري الذي ظهر فسفورياً مع اعصار اتٍ ..اتٍ
التفت احمد الى سامح وقال : اكلنا مشمش .. افردلي عضلاتك يا استاذ .. الظاهر الليلة لم تبدأ بعد
سامح متقدم الصفوف : لن تصدقي يا لبنى ما حدث معنا اليوم .. وقبل ان يكمل استوقفته قائلة : جهزت العشاء وسخنته مرتين
ضحك سامح واشار لأحمد : دورك يا استاذ .. نعم الواضح ان الليل بأوله
وبخطوات كالأسد اقترب احمد من زوجته وهمس باذنها : صلي على النبي يا ابنة الناس واسمعي اخاك وقصته مع المقاهي
ضحك سامح وقال : نعم يا لبنى اسمعي القصة وخصوصاً قصة الطالب النجيب والاستاذ عبقر
لبنى : مقاهي ؟؟؟ مرةً اخرى ؟؟؟ اهكذا تعامل اختك يا سامح بأن ترجع زوجها الى المقاهي .. نحن لم نصدق انه اقلع عن هذه العادة .. ثم ترجعه لها انت يا سامح ؟؟
احمد مستشيطاً غضب زوجته : انا اخبرت سامح بأنكِ سوف تغضبين لكنه صمم .. وحتى انني اخبرته انكِ ستتركين المنزل حردانة ..ولكنه اجابني ب... عندها اطلق ضحكته واضاف : اجابني اذا اختي جاءتنا حردانة بالصباح ساعيدها لك بالمساء
سامح يضحك هو الاخر على خبث احمد
سامح : لبنى المقهى الذي قصدناه هو مقهى للادباء
يا اختي الرجل لم يخطء ..ذهبنا هناك كنوع من الفضول والتطفل لا اكثر
لبنى تقف على نفس الوقفة التكتيفية
لبنى : حسنٌ وماذا وجدتم؟
سامح : تعرفنا على كاتب الروايات عادل طه
وعند سماع اسمه نفضت يداها وبصرخة تعجب قالتك عادل طه ما غيره؟؟ كاتب رواية -بالأمس كان لنا لقاء؟؟
سامح : هو بعينه
رفع احمد حاجبيه متعجباً من حال زوجتهوكيف تغيرت تقاسيم وجهها وانقلبت اساريرها ..بل انها اصبحت كلها اذانٌ صاغية لخيها الذي كانت تنهرهه قبل ثوانٍ ...زمً شفتيه وهز رأسه وقال :سامح في المرة المقبلة خذ معك اختك لمقهى الشعراء
ضحك سامح
سامح لا .. ثم تصبح العائلة كلها ساكتة بالشارع
اجاب احمد : لا ..انا عند اهلي
ضحكت لبنى
لبنى : لكن يا احمد اختك لن تعيدك الى البيت في المساء

من علم الطائر الأخلاق ؟

اغرب حوار شهدته في حياتي : وقف طائر( ليسى عصفور او حمامة) على شباك غرفة الجلوس واطلق صوت ( ليسى تغريد ايضاً) نظرت نحوه .. فاذا عينه بعيني ووجهه على شباكي .. فزعت وذهبت من فوري للمطبخ .. جلست واحتسيت الشاي .. واذا بنفس الطائر وبذلك الصوت على شباك المطبخ .. والغريب انني ظننت لوهلة انه يريد ان يخبرني شيء .. ولكن خوفي اشتد... وقلت ربما يريد طعاما او شراباً-ما ادراني بالطيور-المهم فتحت النافذة ووضعت بعض طعام وشراب
وركضت نحو الكمبيوتر الهي نفسي بالقرآءة .. وهنا توقفت فجأة حينما عاد الطائر على شباكي هذا واطلق نفس الصوت .. لكن المسافة بين وجهي ووجهه من هذه النافذة كانت اقرب ... فقلت لا شكلي اما انجنيت او بتخيل او مابعرف لغة العصافير .. المهم نظرت بعينيه متحدية خوفي .. صمت الطائر.. وابتسمت .. اعتبرتها صباح الخير اراد ان يلقيها .. ثم طار
بعد يومين نظرت من نافذة غرفة الجلوس ... مشاهدة المزيدلأرى طائري يأتي بالاغصان وبعض وريقات الشجر وكان مشغول لكنه لم ينسى ان يصبح علي ويرمقني بذات النظرة .. فابتسمت .. وعرفت انه يستأذني في بناء عشه ... والله حدثت معي قبل سنتين وما زلت في حالة ذهول وانا اسأل نفسي : الطائر يستأذنك قبل الدخول لحياتك والانسان يقتحم حياتك ضارباً بالحيط كل التعاليم ..... من علم ذلك الطائر ..... انه : الله سبحانه وتعالى
فسبحان الله ما اعظمك {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}سورة البقرة اية 32

من قبل الظلم لنفسه

كان يا ماكان وما يحلو الكلام الابذكر اسم الرحمن ..
جاء ثلاث عرسان الى فتاة يطلبون يدها للزواج وكانت شديدة الذكاء .. فطلبت من اخيها ان يبشعل ناراً ويستقبلهم قربها ...جاء الاول والهبت النار عيناه لكنه استحمل وبقي ثم انتى اللقاء وذهب .. ثم جاء الثاني لكنه تزحزح عن مكان اللهيب وانتهى اللقاء وذهب ..واخيراً جاء الاخير وما لبث... ان جلس واحس بالنار واللهيب حتى هب واقفاً واستاذن بالرحيل .... سألها الاخ ايهم تختار ؟؟؟
قالت الاخير -اي الثالث الذي اعتذر عن اللقاء- عجب لأمرها وسألها عن سبب ذلك الاختيار ..
قالت : الاول الذي استحمل لهب النار وبقي جالساً ..ظلم نفسه و من قبل الجور والظلم لنفسه قبله لغيره...
اما الثاني الذي تزحزح حكمي فيه ما كان من الاول الا انه اكثر دهاء ..
اما الاخير : هو انسان لايقبل ظلماً وجوراً لنفسه وكذلك سيكون حاله مع غيره

الخميس، 18 فبراير 2010

ابي

الساعة السادسة
ذاكرة .. ليست ذكرى
اراك تارةً باسماً في صحوي ..
واُخرى اعانقك حتى يمل مني المنام
ماعادت الدنيا هي الدنيا ..ولا الكلام يحمل نفس الابجديات
ويحكِ ايتها الاحلام .. اضننتِ علينا عناقاً ابكما؟؟
ايها اللأغر..... ايها الأغر
يا فارساً
يا كبير قومك
يا مغوار
ابتي..
ايا اسطورة مات بعدك جميع الرجال
اارثيك ؟؟
لا والذي خلق الخلق
ماتوا جميعاً ولهم مني الرثاء
الا انت يا غالي
على صهوة خيلك ما زال ذلك الصهيل يخيف الاعداء
فواللهِ .. ولا اقسم الا بالعظيم القهار
لو كان موتك رجلاً لقتلتهُ
وابدتَ عشيرته
وقطعت نسلِه
هي الااااه في الصدر تكفر وتُقَلِبُ الاوجاع
احببتُ العيون الخضراء لأنها تشبه عيونك
وابعدتها ..لأنها ليست عيونك
يا صديقي
يا رفيقي
اعذرني يا حبيبي
اذا لاح طيفك .. يخشع القلم متهاوياً خجلاً
كيف سيكتبك؟ احقاً هناك لغةٌ تقولك؟
اعتذر منك ..لن اكون لك تلك الخنساء
صوتك يشعل المداد
لكنك اعظم من ايُ صخرٍ

الثلاثاء، 9 فبراير 2010

كتبنا وما كتبنا ...
يا خسارة ما كتبنا