السبت، 8 أغسطس 2009

اللقطاء .... وبعد

عاش ممدوح طوال حياته منبوذا ...في مدرسته بين زملاءه...في مجتمعه منبوذ

وحتى يكون الوصف دقيقاً كلامه من معدوم الى قليل , يكاد ينطق ببضع احرف , ما تقع عينك علي

حتى تجفل فزعاً من تلك العيون الجافة المتحجرة وتقسم انك ترى ميت بين أحياء..يخيل اليك لو قرأت عرافة طالعه

لقالت :لا حظً له من حياة

وكأن الجميع ائتمروا بقتله..واضعين خططهم السرية للايقاعِ به,فهو المذنب الاوحد الذي تنسب اليه الجرائم الصغيرة كسرقة قلم او الكبيرة كقتل الهرة

الذي اقترن اسمها باسمه طوال حياته ظلماً وبهتانا , لقبوه بقاتل روزا ..وتعلم أن لايعترض , فكل الألقاب تهون مقارنة بلقب كانوا يرفعوه بوجهه

تهديداً اذا لم يلزم صمته.........عجباً ما قد يكون من لقبٍ يلجم عدلاً ان يسطع؟

أما ممدوح ففي صدره ازيز زيتٍ اشتد غليانه...تملكته رغبة شبه مقدسة في امتلاك قنبلة ذرية تنهي هذا العالم أجمع

فينساه وينسى قصة امه التي طالما كانت معياره بأنه ابن (الرذيلة)اللقيطة ..نعم فهذا ذنبه

ممدوح الغير معروف نسبه أو كما كان يقال عند العرب ابن أبويه .. لا يعرف تفاصيل قصة والدته لكن قريته كانت

تكفي وتزيد ..فمرة يقال أنها رمتهُ امام ملجأ .. ومرةً أخرى أمام جامع .. لم يتفق راوٍ مع آخر أين رُمي على وجه التحديد

ما علينا ..نسرُد ولا نُطيل ... تكفل بشراء ثيابه وكتبه أهل الخير..كم تمنى أن لايكونوا مجهولين.. كان يتخيلهم في سره شديدي البياض حتى أنهُ أعتقد بوجود الملائكة كبشر...وهي حسرة في قلبه لو أنه اتخذ ظلهم وجوداً كما هي رواية صاحب الظل الطويل .. ويدهم أباً وصوتهم أماً

هيهات ..هيهات فهي أماني

هي حادثةٌ وحيدة يتيمة يذكرها :زارتهم في ذات يومٍ سيدة قد بدت عليها ملامح محبة ..رقيقة ,محبة للعطاء

تحمل كيس حلوى توزعه على رفقاء ابنها وهي تهم بأخذه للبيت بعد يومهم الدراسي بعيداً وقف يراقب كيف هي علاقة الام بأبنها...لمحتهُ وأشارت بيدها: تعال يا أبني . لم يصدق ما قد سمع...وبجنون ركضَ نحوها وقبل أن تمد يدها لتعطيه الحلوى كان قد خطفها ووقف يتأمل شكلها بين يديه ومن فرط فرحته تقدم

نحو ابنها الذي استقبله هو الاخر مستمعاً لتعليقه على شكل هذه الحلوى فقال : أنظر أنا مرسومٌ داخلها نجمة بينما أنت مرسومٌ داخلها هلال

ضحك الآخر......وبلحظة قتلت ما تبقى منهُ توجهت السيدة ناحية أبنها وجذبته خلفها ..تغيرت معالم وجهها قاطبة جبينها محذرة من هول اقترابه من صغيرها

مرةً أخرى

عنها أدرك لِمَ بقي فاعليي الخير يدٌ خفية....هؤلاء المحسنين جزاهم خيراً راغبين بالحسنات .. لكن مع تجنب الاختلاط بمن هم بقذارة اللقطاء..لأنهم

لقطاء ذنبهم أنهم خُلِقوا ..على اعتبارهم وباء يمشي بين النسب فيقتله... اللقطاء هم الأشباح والحقيقة أن الأباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرصون