الخميس، 13 يناير 2011

ابنائي

تمسكت بعادة طبيعية-هكذا اسميها- قد يختلف معها اخرون او اخريات لكنها تأصلت داخلي
عندما ابتاع من محل معين وارتاح لشخصه وما يقدمه لي من خدمات وعروض ..اعتمده المحل الرسمي لي ... وهلما جرا- الخ-
المهم قبل سنة بالتحديد اردت اصطحاب ابنائي الثلاث -اطال اللهم في عمرهم- في رحلة تسوق داخل مدينتي العظيمة -السلط- كما افعل كل سنة ..حيث اعرفهم باقربائي واقربائهم الباعة وكم يعني لنا التجوال واشباع اعيننا بتحفتنا الاثرية- حبيبتي السلط-
هنا المحمص ..وهنا سوق الخضار وهنا اناس يفترشون الطريق قادمون من الاغوار .. اعرفهم
حيث اشتري مونة سنة من الملوخية الناشفة والبهارات والورص ايضا- بهارات المنسف -
المهم .. مع اهتمامات احتياجات البيت والابناء نسيت نفسي ..لقد مرت سنتان ولم اشتري لنفسي اداة تجميل
فرصة .. اليوم سيتعرف ابنائي على بائع اقلام الروج والكحلة - هكذا تفعل النساء
وجب ان يدزكوا هذه العادة لا ان يستحقروها- هكذا فكرت-
نعم واجل .. دخلت الى المحل ... الله .. نفس البائع .. ونفس حجم المحل .. كنت بالحادية عشر من العمر عندما دخلت الى هنا وابتعت اول قلم تكحيل -خاص بي- واول ..واول..
واول ..
رحب بنا اجمل واروع ترحيب .. ونظر الى ابنائي وقبلهم ..اعطاهم كهدية محل اي شيء
يختاروه .. سألته عن احواله واهله - الحمد لله- ... امتلأ المكان بعدها بالزبائن
فأخذت اختار لنفسي بسكوت واضعه امامه .. نظرت الفتيات الصغيرات لأغراضي وطلبوا -تقريبا- نفس الطلبات ..
جاء وقت الحساب .. لم يأخذ مني الا بسعر راس المال .. على عكسهم .. اعترضن .. نظر لهم
وقال : يا بناتي هذه صاحبة محل .. لقد كانت تشتري من عندي من قبل ثلاثون سنة..
شهقن .. وبدت ملامح الصدمة عليهن وعلى ابنائي ايضا..
المهم مشي الحال واقتنعن مئة بالمئة ... لكن بقيت هناك مشكلة بعدما خرجت من المحل
نظر اكبر ابنائ الي وقال : امي .. اانتِ ختيارة؟
قلت : والله يمكن .. ضحكت .. وشعرت بأن غبرة غريبة غطت وجهي .. لن تزول بالروج او بقلم كحلة .. احمد الله الذي وهبني اجمل الكحل (ابنائي)