الخميس، 24 سبتمبر 2009

لغة الصمت

همس لها ليلاً : احبيني
اقتحم احلامها وسكن اوصالها
مد يديه وعصر قلبها ...قال :هذا الصخر الذي لم يجرؤ احد من الاقتراب اليه سيغدو ملكي
بألامس انزلتِ سخطك وغضبك على ارضي ...القيتِ بلعناتك ونبذتيني ...سخر مني ارذل قومي سأنتقم...
سأحجب عنك الشمس والقمر فاذا جاء ذكر احدهما ظننتهما عيوني ...
لن تسمعي زقزقة العصافير التي تحبين ... فقط صوتي هو ما سوف له تؤتمرين
لن يلبسك ثوب سوى اقمشتي...
احبيني ... احبيني ...
اجابت : لكني لا احبك
قال : ستعتادين ثم لامناص من حبي الا الى حبي ثم الى احضاني سترتمين ...
انتِ يا مغرورة أصبحتِ اكبر تحدياتي ... سألقنك درساً جزاءاً على صدودك ونفورك
ابتسمت وقالت: اذاً عقوبتي هي حبك ؟
قال: اجل وسألبسك خاتم وأُلحقكِ بقطيع الخرفان
اجابت: احب موتي اكثر
نظر لها وهزها من كنفها , قال : أنسيتِ ليلةَ البارحة ؟
أذهلها سؤاله , قالت : كيف علمت عن ليلة البارحة ؟
اجاب : أنا من كنتِ تراقصين تغنين له وتعشقين ...
اجابت : مستحيل
صمت قليلاً ثم خلع قناعه عن وجهه
ابتعدت ... ابتعدت كثيراً ... تذكرت...
انه يكذب لابد انه قتل حبيبي وجاء يلعب هذا الدور هكذا حدثتها نفسها...
سمعها وهي تحدث نفسها فقال : اتتقنين لغة الصمت؟
اجابت : كيف علمت ؟
قال : لايتقنها سوى اثنان ... انا وأنتِ
وضع اصبعه على شفتيها وقال لنتكلمها وسأثبت لكِ بأني من كنتِ تحدثين
اطبق كل واحد شفتاه وأغمضا اعينهما وبداا يتحدثان لغة الصمت
قال:اتسمعين ؟
قالت : اجل
قال: اتذكرين؟
قالت:اذكر
قال: ماذا تنتظرين حتى تسلمين؟
لم تجب ... غابت ... حتى انها سكتت عن لغة الصمت
قال: اين انتِ ؟ لا اسمعكِ ... اسمع همساً لكني لاافهمه
كانت تطلق قدماها تسابق الريح
قال:اين تذهبين؟
قالت: اليه
قال: من؟ من غيري يكون؟
اجابت:اليه
ثم اردفت قائلة: سأعود بذاكرتي الاف السنين ... سأجده
لكنها ما لبثت فعلت حتى عادت بنفس السرعة اليه لتطبع قبلة على جبينه
قال:وما هذه؟
اجابت:شكر وعرفان ...بسببك تعلمت لغة الصمت واستطعت ان اعود اليه من خلال ما كنت اظن ما بال من ذكرى وحنين اليه...اني اراه ...اني اراه ...يدي بيديه
اتذكر زياراتك لي كل مساء؟
قال وقد ازداد عجباً : اذكر
تابعت : كنت تهمس لي انسيه واذكريني ...من كثرة ما رددت اسمه والححت بالطلب حتى انساه نسيت ان تذكر لي اسمك ... فما عدت اذكر سوى اسمه وتعلمت الوصول اليه..
قال: ستموتين
اجابت : طيب
قال: ستموتين
اجابت : كويس
وما زال قلبها بين يديه ..يحكم عليه قبضته لكنه لايملكه..اخذ يعصره فأشتد نزيفه...حتى فارقت روحها الجسد
نظر اليها وقال : غبية
سمع نفس الهمس الغير مفهوم الذي كان قد سمعه سابقاً ..فرح فرحاً شديداً ظانناً انها استطاعت ان تهرب من الموت لتعود اليه...ذلك الجسد لم يتحرك..تلفت يميناً يساراً...
اتاه الهمس من أعلى ...
نظر الى الأعلى فوجدهما روحان يد بيد...ترمي هموم الدنيا خلفهابرمي رأسها بين كتفيه
حتى اصبحا واحد ... كزوجين في جنة الخلد
قالت له : الم اقل لك بأني تعلمت الوصول اليه ؟
اشتاط غضباً فأجاب : سألحقك واجعلك تبكين دماً
قالت: اما بعد اليوم لن تمتلك من الامر شيء
اخذ خنجره فوضعه على قلبه لكنه ما لبث حتى اسقطه...لم يكن يملك من امر الروح شيء
مرسلة بواسطة mehalyacob في